شيعت جدة أمس، الطالب محمد بن حمد الحكمي، طالب الصف الأول الابتدائي وضحية قطار الموت، الذي قضى أثناء رحلة طلابية في أحد ملاهي جدة، وشارك في مراسم التشييع أكثر من 300 من أقارب الطالب ومعلميه، ودفن في مقبرة أمنا حواء وسط حالة من الحزن، بعد الصلاة على جثمانه في مسجد الأمير منصور في حي النزلة جنوب جدة.
.
وقال حمد الحكمي ــ والد الطالب المتوفى، أنه سيوكل محاميا للترافع عنه في مقاضاة مركز التسوق بسبب الإهمال الذي راح ضحيته ابنه، مبينا أن ابنه تحول إلى قطع متناثرة من اللحم وسط الألعاب.
وأوضح الحكمي، أن أفراد الدفاع المدني منعوا الصحف من تصوير الجثة وهي ممزقة، من أجل تغطية الإهمال الذي أصاب مفاصل الملاهي ــ حسب قوله ــ مضيفا أن الدفاع المدني متورط في مصرع ابنه لتقصيره في متابعة الملاهي بصفة دورية.
من جهة أخرى، أوضح مصدر في تعليم جدة أمس، أن الإدارة بصدد إصدار تعميم عاجل إلى جميع المدارس لمنع خروج الطلاب في رحلات طلابية للأماكن الخطرة، ومنها الملاهي والمسابح أثناء الدوام الرسمي، أو خارجه من أجل الحفاظ على سلامة الطلاب .
من جهة أخرى، أكد » العميد عبدالله بن حسن الجداوي، أن التحقيقات الأولية للدفاع المدني، كشفت أن الطالب المتوفى محمد حمد حكمي، لم يكن داخل القطار لحظة سقوطه على السير، مشيرا إلى أن الطفل تسلل للعبة من باب خلفي، ليسقط بعدها بلحظات داخل السير ويلقى مصرعه، وأوضح أن فريق التحقيق يواصل عمله لمعرفة أسباب الحادثة وتحديد أوجه القصور. «عكاظ» تواجدت في مقر التحقيقات الخاصة بالدفاع المدني، والتي يشرف عليها رئيس قسم التحقيقات المقدم عبدالله الزهراني، والتي كشفت أن الطفل استغل عدم مراقبته من قبل المعلمين وحاول الدخول من الباب الخلفي، وعند سماعه للصوت الصادر من لعبة القطار المائي اندفع نحوها حتى يكتشف مصدر الصوت، وهو يحمل في يده كوبا من الذرة، وبمجرد اقترابه من إحدى الفتحات الخاصة بالآليات سقط وسطها ليلقى مصرعه على الفور، وبينت التحقيقات، أن العناية الإلهية أنقذت طالبين آخرين كانا مع الطفل المتوفى لحظه دخوله إلى اللعبة من البوابة الخلفية، وخرجا بعد أن شاهدا سقوطه داخل السير.
وكان فريق التحقيق المكلف بمتابعة ملف القضية، استدعى حتى أمس الأربعاء، عددا من فنيي اللعبة بهدف التحقق من بعض الجوانب الفنية، كما تم استدعاء مالك المنشأة والمشرفين على اللعبة، وشمل التحقيق المعلمين المرافقين للطلاب خلال الرحلة.
وأكدت مصادر أن الأيام المقبلة ستكشف قصورا في مراقبة المعلمين المرافقين للطلبة، خصوصا أن كاميرات المراقبة إن وجدت ربما تكشف تحركاتهم وأماكن تمركزهم لحظة دخول الطفل للعبة الموت، إضافة إلى الشهادات الفنية لمشغلي اللعبة وفنيي الصيانة ومعرفة تاريخ صنع اللعبة ودخولها للخدمة، وهو ما سيتم الكشف عنه.