طفلك يتلكأ في الحديث عندما يتحدث مع أي شخص من الأقارب .. وطفلتك قد تهرب من دون أن ترد التحية .. وهناك طفل يشعرك أنه قليل الذكاء، أو شديد الخوف..
هذه بعض المشاعر السلبية التي تعتري الكثير من الأطفال، فكيف تساعدين طفلك أو طفلتك لتجاوزها ؟
هنا تجارب أمهات ونصائح خبراء ودليل مفيد :
تقول "منيرة. س"، إن طفلها البالغ من العمر 12 سنة، يظن نفسه غبياً، وغالباً ما تشعر بذلك من خلال تلميحاته لا تصريحاته، فهو يخجل أن يقول ما يفكر فيه عن نفسه، وهي تظن أن السبب هو علاماته المنخفضة في المدرسة، فمثلاً قال لها في إحدى المرات عندما طلبت منه أن يدرس لامتحان ما "ولماذا أتعب نفسي، فلن استطيع أن أكون متفوقاً ولو حاولت!".. وطبعاً هي تريد أن تساعده في الثقة بنفسه .
تقول الدكتورة تيري ابتر، اختصاصية نمو الطفل :
"إن اهتمام الأم بالمشاعر السلبية التي يشعر بها طفلها حيال نفسه، أمر يساعده على أن يشعر بطريقة أفضل".
وتنصح الأم في مثل هذه الحالة أن تطلب من الطفل أن يذكر لها بعض الأمور التي يحبها في نفسه، ليس مرة واحدة فقط، بل باستمرار، فبهذه الطريقة يشعر الطفل أن هناك الكثير من الأمور الإيجابية التي يجب أن يقدّرها في ذاته .
ومن الأمور التي تساعد على حل المشكلة أيضاً، أن تحاول الأم كشف السبب الذي يولّد في طفلها مثل هذه المشاعر السلبية، مثلاً أن تلعب معه لعبة تبادل الأدوار، بأن تكون هي "هُو" وهو "هي"، أي: دعيه يتكلم عن نفسه (بتوجيه الكلام لك)، ليقول لك بالضبط ماذا يشعر ولماذا؟، ولتكن أسئلتك غير مباشرة. وتؤكد الدكتورة ابتر أن هذه المشاعر السلبية قد تكون ناتجة عن شعوره بالغضب من شخص ما، حيث لا يستطيع التعبير عن ذلك الغضب، فيشعر أنه مستاء من نفسه. وفي أي حال من الأحوال، فإشعاره أنك مهتمة به وبمشاعره، أمر يساعده كثيراً على تجاوز المحنة .
طفلتي تشعر أنها معزولة
تقول "أم سماح"، إن طفلتها البالغة من العمر 7 سنوات، تشعر بأنها معزولة، وبأن الجميع يكرهها، ولا تدري ماذا تفعل لتقنعها بالعكس .
تؤكد اختصاصية تربية الطفل، لورا ديفيس، أن من بين الأسباب التي قد تجعل مثل هذه الطفلة تشعر بالعزلة، هو حساسيتها المفرطة أو سعيها وراء الكمال، فهي تنتقد ذاتها بقسوة، لذا غالباً ما تعتقد أن العالم المحيط بها ينتقدها بقسوة أيضاً، إلا أنه أحياناً قد يكون هذا أمراً طبيعياً، ضمن مراحل النمو التي يمر بها الطفل، حيث يكون أكثر قابلية للشعور بمشاعر الآخرين تجاهه، فعندما يبدأ بالنمو أحياناً، تهتز ثقته بنفسه نتيجة لمحاولة الوصول لأهداف قد تكون أكبر من سنه، فقد يشعر حينها أنه مكروه أو فاشل. وقد يتأثر أيضاً بتجارب معينة في المدرسة تهز ثقته بنفسه، خاصة مع اصدقائه، لذا من الضروري معرفة السبب الحقيقي لشعور الطفل بالعزلة ومن المهم معرفة محيطه الخارجي (خارج البيت)، لمحاولة تحديد السبب .
وتنصح الاختصاصية الأم قائلة: "حاولي الاصغاء لما تحاول أن تقوله، فأحياناً تكون ردة فعلنا تجاه ما يقوله الطفل قوية لدرجة أننا ننسى ما يقوله فعلاً، فعلى الأهل أن يدركوا أن الطفل لا يعرف بعد الطريقة الصحيحة للتعبير عن مشاعره. فمثلا عندما تحاول طفلتك أن تقول لك شيئاً، اسأليها أسئلة للحصول على معلومات أكثر .
ومن الأسئلة الذكية التي يمكن أن توجهيها، سؤالها عن حلول ممكنة لحالتها، فهذا السؤال يلقي الضوء كثيراً على أسباب المشكلة وطرق حلها" .
طفلي يشعر بالحزن !
"أم عبد الله"، تقول إن طفلها البالغ من العمر 10 سنوات، حزين في أغلب الأوقات، وهي تتساءل عن السبب المحتمل وراء ذلك؟، فكيف يمكن لطفل ـ كما تقول ـ في مثل عمره، أن يشعر بالحزن؟
أحد الأسباب التي قد تدفع الطفل بالشعور الدائم (وليس المؤقت)، بالحزن، وفقاً للدكتورة سينثيا فير، دكتورة طب الأطفال، هو الاكتئاب، وهي تؤكد أن هناك عدداً كبيراً من الأطفال والمراهقين مصابون بالاكتئاب، مع أن المجتمع عادة ما يرفض الاعتراف بذلك بحجة ألا سبب يدعو الطفل للإصابة بالاكتئاب. ويؤكد الخبراء أن هذه المشكلة بحاجة في أغلب الأحيان إلى مساعدة الاختصاصيين، ومؤكدين في الوقت ذاته أن هناك الكثير من الأسباب التي قد تدفع بالطفل إلى الإصابة بهذه الحالة مثل الخلافات المستمرة بين الوالدين، انشغال الأهل الدائم عن الطفل، فقدان شخص عزيز، طلاق الوالدين، وغير ذلك .
ومن بين إشارات الخطر التحذيرية التي قد تنبئك بوجود مثل هذه الحالة لدى الطفل: الحزن المستمر، فقدان الأمل والرغبة بأي شيء، التهيج، عزل النفس، الشعور بالذنب أو عدم الثقة بالنفس، النسيان وفقدان التركيز، انخفاض العلامات المدرسية، تغير في نمط النوم، أو تناول الطعام.. إلخ .
وأفضل طريقة لحل مشكلة الطفل، هي باستشارة اختصاصي في علم نفس الطفل، وتثقيف النفس والعمل مع الاختصاصي لتقليص المشكلة إلى أقصى حد .