هربت من تلك الوحدة ..
التي سكنت بداخلي ..
وسيطرت علي كياني ..
الى حجرتي..
فطواني ذلك الظلام الموحش...
وفي وسط ذلك السكون ..
وفي غفوة مني ..
رأيت بقايا ضوءً فضياً خافتاً...
متناثراً هنا وهناك ...
فرفعت ستائر نافذتي ...
واذا به القمر...
اناديه ايها القمر..
اتبادلني الآمي وحزني وآمالي...
تداعبني نسمات الهواء الباردة ..
وتداعب تلك النسمات خصلات شعري...
واتذوق عبير وطني...
وكان القمر قد اجابني ..
ولكنه قال لي : لا..
فالآمك وحزنك وآمالك كبيره ..
لا اقوى على تحملها...
فقلت له : ايها القمر ..
كنت دائما اراقبك ..
تكون هلالاً ثم تصبح بدراً..
وتعود كما كنت ..
الا تستطيع ان تتحمل...
ولو جزء يسيراً من معانتي ..
فأنا كائن يشبه الانسان في الدنيا اسير..
وانا لوحة لم يكتمل رسمها..
وانا ضحية لسموم الاحزان ...
فكم ذقت الوحدة والحرمان..
انا لا استطيع وصف ذاتي ...
فالقلوب لا تتسع لمصابي...
وفجاءة ...
اختفى ذلك الجمال خلف سحب سوداء...
وكانها حجاب..
فناجيته ...
عود لي ياقمر..
اين ذهبت عني ؟؟؟؟
فجاءني صوت النجوم ..
بان القمر قد رحل ...
ومعه كل الآمي واحزاني..
وجعل لي الامل..
بان اكون سعيدة..
فبكيتُ شفقة على القمر ..
وفي لحظات قاسية..
كنتٌ لا اسمع فيها صوتً غير صوتي ..
جاءني القمر ...
وقال:لاتحزني..
فقد عدتٌ قمراً كما كنت...
فابتسمت للقمر ...
ورسمتُ له...
قبلة في الهواء ...
فخجل القمر ...
وقلت له : أذهب وانر النجوم كما كنت ...
فقد انرت ظلمتي ...
و ها أنا حبوبة القمر ......
سأهدي بعضاً من ضوء القمر....
لكل زائر .....
زاد المكان هدوء ووحشه